[[color=green]center]كان يا ما كان في قديم الزمان ، وفي سالف العصر والأوان ، كان هناك ثلاثة شبان أصدقاء لا يتجاوز الواحد منهم سن الخامسة عشر ، وكان الأول شاباً ذكياً رحيماً واسمه سامي ، وأما الثاني كان قوياً لطيفاً واسمه ساري ، وأما الثالث كان أنانياً وسيماَ وكان اسمه سلوان ، وكان هؤلاء الشبان من فقراء ويتامى أرض السندان ، رغم كونهم ثلاثياً متميزا بين أفراد بلدتهم ، لطموحهم وهمتهم ، ومساعدتهم الغير رغم حاجتهم.
وفي مرة من المرات وبينما كان ساري يبحث عن مأكلٍ له ولأصدقائه ، هداه طريق الغاب إلى شجرة مليئة بالمانجو حلوِ المذاق ، فعلّم علامة على الشجرة وأخذ غصنا من أغصان الشجرة المترامية وربطه خلف ساقه حتى يعمل الغصن على تحديد المكان الذي ذهب إليه بنقشه على الأرض حال انطلاقه إلى إخوته ،وانطلق الشاب ساري نحو أخويه فرحاً لما وجده من كنزٍ عظيم ، وأخبر أخويه بالأمر فانطلقا خلفه متتبعين الأثر الذي رُسِم على الأرض وحينما وصلوا ، رأوا شجرة كبيرة ، غاية في الجمال ، وكأنها مرصعة بالذهب ، لم يصدق كلاً من سامي وسلوان ما رأيا .
قال سامي : سبحان الخالق الرزاق ! كيف أبدع صنعه وكيف هدانا إلى هذا المكسب العظيم الذي قد يكفينا ويكفي أهل القرية ..
أجاب ساري : قلتََ ذلك لمجرد رؤيتها فماذا لو تذوقتها ؟؟
ومن ثم اقتطف ساري ثمرة من ثمار المانجو وقسمها بينه وبين أخويه ، فكان مذاقها نعم المذاق ورائحتها نعم الرائحة حتى أخذت عقولهم لشدة لذتها فاتفقوا على أن يقسم سامي الثمر بينهم وبين أفرادِ أهلِ قريته ، وأما ساري فسيعتني بهذه الشجرة وسيستمر في سقايتها ، وسلوان فقد أعرض عن مساعدتهم ، وقال : صحيحٌ أني لم أتخلف عن مساعدتكم يوماً ، ولكنني هذه المرة اعتذر عن المساعدة .
فقبلا عذره ولكن سامي شك في أمر صديقه سلوان هذا وخط خطةً لكشف سره ، وبعد أن عاد الثلاثة إلى المنزل وقسم سامي ثمرات المانجو بكل عدل ،خلدَ الجميع للنوم ، إلا سامي فهو من تظاهر بذلك ، وعندما انتصف الليل شعر بأن النوم بدأ يداعب عينيه ، حتى غط في نومٍ عميق ، وفي الصباح وبعد أن استيقظ الجميع صرخ سامي قائلاً : سرقت الثمار كلها ؟ لقد سرقنا .. لقد سرقنا ..
استيقظ ساري مفزوعا ، وقال : من ذا الذي سرق الثمار ؟ ألم تحرسها ليلة الأمس ؟!
قال سامي : بلى فعلت ذلك ولكن النوم غلبني ..
قال سلوان : لابد أن نكشف السارق في أقربِ وقتٍ ممكن .
لمعت عينا سامي ، ثم قال : قد يكون أحد أفراد القرية قد رآنا بالأمس وأراد أن يملك تلك الثمار ، لذلك لدي خطة لمثل هذا القبيل ..
فقال سلوان : معك حق .. فليس نحن الفقراء فقط ..
قال ساري : أصمت .. لسنا بفقراء إلا إذا كنت واحداً منهم ..
قال سلوان : آسف .. نسيت أنك تكره أن يناديك أحد أنت وسامي بمثل هذا القبيل ..
قال ساري : اطرح يا سامي خطتك ..
قال سامي : لقد قرأت ليلة الأمس عن هذه الفاكهة العجيبة وعلمت أن تلك الشجرة من يأكل من ثمرها مرة واحدة تكفيه إلى اليوم التالي ، وأنه إن استعملت في الخير نفعت صاحبها وإن استخدمت في الشر كما فعل السارق فإنها تكشفه ..
قال سلوان : وكيف ذلك ؟؟!
قال سامي : تتحول من لونها الذهبي إلى الأسود في صباح اليوم التالي من سرقتها وتتغير رائحتها إلى رائحة العفن التي تلتصق في صاحبها ..
قال ساري : يا ل سحر تلك الثمرة !!
قال سامي : هذا ما قرأته من أسطورة تلك الشجرة ، وما علينا الآن إلا أن نخبر أهل القرية بسرقة المانجو وأننا سنشف اللص سنكشفه ، ونخبرهم كيف ذلك ..
وفعل الجميع ما اتفقوا عليه ، وفي المساء وبعد أن خلدَ الكل للنوم ، استيقظ سلوان من منامه وأخذ طلاءً ذهبياً وطلا بها الفاكهة ، وعطر الفاكهة ونفسه بعطرٍ لا يزول بسهولة إلا بعد مضي أسبوعٍ كاملٍ من الاستحمام الدءوب ، وفي الصباح استيقظ أهل القرية وتجمعوا حول سامي الجالس فوق خشبةٍ مرتفعةٍ شيئاً ما ، ووقف ساري وسلوان بين الجماهير المتجمهرة حول سامي : ثم قال شيخٌ كبير : أعرفت السارق يا بني ؟؟
قال سامي : نعم ، وكم آسف عليه ..
قال ساري : فمن يكون ذلك اللص ؟؟
قال سامي : إنه بينكم الآن ، رائحة العطر الذي لا يزول تفوح منه ، والطلاء الذهبي قد طُليت بها يديه.
فتلفت الناس حولهم ، وقالوا: لا نصدق ، سلوان .. سل.. هو السارق ؟؟
فأدنى سلوان رأسه : وقال وكيف علمت باللص ؟؟
قال سامي: لقد كانت تلك الأسطورة خدعةً مني ، اختلقتها كي أعرف اللص ..
فقال سلوان : أعترف بأنني أنا السارق ، وأن أنانيتي هي من قادتني إلى هذا الحال ، وأعترف أيضاً بشدة ذكائك يا أخي العزيز سامي ..
أخوتي وأخواتي ، الأنانية عارٌ على صاحبها وقد تقوده إلى فعلٍ ما لا يرغب به ولكن النفس الشيطانية التي تحاول الاستحواذ عليه ، قد تجعل شهوته كالأنانية تغلبه أحياناً وأتمنى أن تكونوا وتكن قد استفدتم [/center][/color]
موضوع: المانجوووو السحرية .. لا تفوتكم .. 
الإثنين أكتوبر 27, 2008 9:12 am
